أثار وجود بعض الآبار والحفر الجوفية في بعض المناطق الجديدة تذمراً وخوفاً بين أوساط أصحاب القسائم الذين اكتشفوا وجود منسوب مرتفع من المياه في أراضيهم المخصصة حتى استدعى الامر كما في منطقة جنوب الفروانية اطلاع وزير البلدية وعدد من المسؤولين على المشكلة من خلال جولة خاصة بهذا الشأن أوصى الوزير بعدها بمتابعة الأمر مع المختصين وخصوصاً وزارة الكهرباء والماء، وايمانا بالدور الذي يمثله الاعلام في توعية المواطن استفسرت «النهار من المستشار الهندسي في المجلس البلدي م. عبداللطيف الاستاذ حول خطورة هذه الظاهرة وكيفية معالجتها والتعامل معها. وبدوره أوضح الاستاذ انه اذا احتوت المياه الجوفية على نسبة من الاملاح تسبب تأثيراً كيميائياً والتي تتفاعل مع العناصر الانشائية فينتج عنه تغير من طبيعة الاسمنت والحصى والرمل وحديد التسليح وهذا سوف يؤدي بالتقليل من قدرة هذه العناصر الانشائية على تحمل الاجهادات التي تتعرض لها، ومن المحتمل سيؤدي الى تدمير المبني كله، فينصح في هذه الحالة باستخدام الاسمنت المقاوم للاملاح في الخلطة الخرسانية.
وأضاف انه قد يكون للمياه العذبة تأثير كيميائي مع الخلطة الخرسانية المسلحة اذا وصلت الى حديد التسليح في داخل الخرسانة المسلحة عبر نقط الضعف والفراغات وتسبب في تكون صدأ الحديد، فالواجب علينا العمل على تقليل النفاذية في الخرسانة.
وأشار الاستاذ الى وجود تأثير هيدروليكي على مركبات الخرسانة وهذا التأثير ينشأ من عاملين هما حدوث كرة افقية للمياه الجوفية الى اتجاه ما بالموقع ولهذه الحركة سرعة وقوة تعتمد على اختلاف مسامية التربة وارتفاع مصدر المياه عن الموقع وهذه الحركة سوف ينتج عنها ضغوط جانبية في اتجاهها على العناصر الانشائية الرأسية.
وحدوث تذبذب في منسوب المياه بين الارتفاع والانخفاض ومن الممكن حدوث حركة افقية ويحذر في هذه الحالة من الوصول الى منسوب الانخفاض ووصوله تحت منسوب طبقة التأسيس بعد التحميل عليها ومنها سوف يحدث تخلخلاً في بعض انواع التربة بسبب ضعفها في حمل الاحمال لها.
ولفت الى انه قد يحدث للمياه الجوفية تأثير ديناميكي في الاتجاه الرأسي أي يجب ان تكون اثقال العناصر الانشائية من المبنى اكبر من قوة دفع المياه الجوفية ويوجد اتجاه افقي قد يحدث بعد تنفيذ العناصر الانشائية الموجودة في المياه الجوفية فتتعرض العناصر الانشائية لضغط افقي من المياه الجوفية، فمن الواجب على المصمم بملاحظة ذلك عند تصميم العناصر الانشائية للمبنى.
وأفاد الاستاذ ان عملية الحماية لجوانب الحفر قد تختلف الاجراءات في اسلوبها وقوتها لاختلاف ارتفاع الجورانب وطبيعة التربة في الموقع.
ويمكننا استعمال طريقة الخوازيق اذا كان العمق اكبر اثناء الحفر للوصول الى العناصر السفلية.
وقال عند عملية الحفر خصوصاً اذا وجدت طبقة للتربة صالحة للتأسيس عليها ووجود عليها طبقات تربة غير مناسبة متماسكة فتكون النتيجة حدوث انهيار في جوانب الحفر مثال على ذلك: اذا وجدت ارض مردومة وغير متجانسة وكذلك الارض الطينية المختلطة بها نسبة كبيرة من الرمل وكذلك الرمل او الحصى السائب.
واذا كانت الاساسات للمبنى تشمل جزءاً كبيراً من المساحة الكلية لموقع المبنى فيجب عند عملية الحفر اللجوء الى عمل سند وتدعيم لكل جوانب الحفر.
القضاء على المياه الجوفية
وحول اهم الطرق لنزع المياه الجوفية من الموقع قال الاستاذ: ان هناك وسائل عدة من اهمها:
1- عمل آبار عميقة لمنع دخول المياه في الموقع وسريانه اذ نقوم بعمل عدد من الآبار حول الموقع ونقوم بسحب المياه بمضخات ماصة وتستخدم هذه الطرقة اذا كانت التربة تحتوي على حصى وصخور تعترض هذه الطريقة.
2- عمل قواطع من الحوائط اللوحية للتغلب على تسرب المياه الجوفية في الموقع وسحبه الى الخارج باستعمال مضخات ماصة.
3- طريقة استخدام الآبار الابرية وهذه العملية يستخدم بها مواسير رأسية وتتصل بماسورة افقية وسهلة الحركة ثم نقوم باستخدم المضخات الماصة لسحب المياه الجوفية.
4- طريقة السحب الكهربائي الاسموزي وهي عبارة عن حركة السوائل في داخل وسط مسامي وتتحرك المياه تحت جهد كهربائي.
5- طريقة التجميد اي بواسطة استخدام سوائل خاصة تساعد على تجميد المياه الموجودة داخل التربة دون التأثير في مقاومة ووزن التربة حيث تكسبها قوة تماسك واتزان وغير منفذة للماء وحمايتها من الانهيار ولكن هذه الطريقة تستغرق مدة طويلة من الزمن وهي باهظة التكاليف.
6- طريقة استخدام الصرف السطحي الذي يستخدم بها قنوات صغيرة حيث تؤدي الى انحدار مناسب لصرف المياه ثم نقوم باستخدام مضخات ماصة خارج الموقع وهذه الطريقة تستخدم اذا كانت التربة ذات تجانس عال.
7- طريقة حماية الخرسانة الطازجة المستخدمة لعمل الاساسات في الموقع فكما تعرف ان المياه ستؤثر على الخرسانة وتساعد على انفصال مكوناتها فمن هنا لابد بان نقوم بعمل نظام صرف نضعه اسفل المنسوب المحدد لنا لعمل الاساسات وهذه العملية تساعد على تجميع المياه الجوفية وسحبها الى آبار مقامة في الموقع دون ان تؤثر على الخرسانة المستخدمة لعمل الاساسات وبعد ان تتصلب «تشك الخرسانة نقوم بسد اطراف المواسير التي استخدمناها في عملية النظام الصرفي تحت الاساس حيث نقوم بعملية الضغط بحقن المواسير بصونة اسمنتية وسد اطرافها.
ملاحظة مهمة
وختم الاستاذ قائلاً: في الصرف العميق هناك احتمال تفجر نافورات مياه بفعل ضغط المياه المتسربة الى اعلى فيجب في هذه العملية استخدام الآبار العميقة او الآبار الابرية فهناك فرق بينهما فان استخدام آبار الضخ العميقة تدار من سطح الارض ولكن طريقة استخدام الآبار الابرية تحتاج الى ميول في السطح ويجب وضع مضخة طاردة مغمورة عند قاع البئر لطرد المياه وهذه الطريقة تساعد على تخفيض منسوب الماء لاعماق اكثر من 15 متراً اما في طريقة الآبار الابرية تخفض منسوب الماء بعمق 5 امتار.
مصدر الخبر ( جريدة النهار)